حذر عدد من الأطباء البريطانيين من تفشي ظاهرة انعدام السيطرة على المزاج مؤكدين أنها تعد مشكلة كبيرة علي الرغم من أن أحداً لا يعتبر أنها تحتاج علاجاً. وقال الأطباء إن عدم التمكن من السيطرة على الغضب أصبح ظاهرة تتزايد وتتسبب بارتفاع أعداد الأعمال الإجرامية وتفكك عائلات بالإضافة إلى المشاكل الصحية الجسدية والعقلية.
وكان الأطباء قد ربطوا بين الغضب المزمن والحاد وأمراض القلب والسرطان والجلطات والإحباط وحتى الإصابة بالزكام بشكل متكرر. وكانت مؤسسة العناية بالصحة العقلية قد أطلقت مسحاً يظهر خطر هذه الظاهرة داعية إلي مواجهة خطرها لأنها تؤذي حياة الكثيرين. وقال المدير التنفيذي في المؤسسة دكتور أندرو ماكالوك إنه من الغريب أن يترك الناس وحيدين عندما يتعلق الأمر بشعور قوي مثل الغضب في مجتمع يستطيعون فيه أن يحصلوا علي مساعدة عند المعاناة من الإحباط والقلق والذعر والخوف واضطرابات الأكل وغيرها من المشاكل النفسية. وشدد ماكالوك على ضرورة الوعي بطلب المساعدة عندما يهدم الغضب حياة الفرد. وأقر بأن معالجة مشكلة الغضب ليست بالأمر السهل لكن منافعها كبيرة جداً.
وتبين في تقرير بويلينغ بويت الذي أعدته مؤسسة شاريتي أن لدي ثلث الناس صديقاً مقرباً أو فرداً من العائلة يسعي جاهداً للسيطرة علي الغضب. واعترف ربع المستطلعين بأنهم يواجهون مشكلة غضب. وقالت شاريتي إنه على الرغم من أن الغضب ليس مرضاً عقلياً إلاّ أن التقنيات مثل العلاجات يمكن أن تساعد الناس على التحكم بمشاعرهم. وقال متحدث باسم شاريتي إن الغضب هو انفعال حيوي وأساسي لكنه يتحول أحياناً إلى أمر يومي بالنسبة لبعض الناس وهو يتدخل في طريقة تفكيرهم وشعورهم وتصرفهم ويخلق حالة من المأساة للشخص نفسه ولكل من يحيط به. يشار إلى أن ثلثي المشاركين في الاستطلاع الذي شمل حوالي 2000 راشد يرون أن الناس باتوا أكثر ميلاً للغضب من ذي قبل.