في حياتنا اليومية نواجه العديد من الإساءت وينتابنا الإحساس بالقهر والضعف مما يجعل الحقوق مستباحة وتبقى طريقة التعامل في مثل هذه المواقف هي الكفيلة برد الظلم وإعادة الحقوق.
الإخصائية الاجتماعية ملاك محمود تؤكد أن الإرادة المتينة هي مصدر القوة والقدرة على تحمل أخطاء الآخرين وكذلك موازنة الأمور لمعرفة مصدر الإساءة وأسبابها للقدرة على مواجهتها أما أخذ الأمور على غير محملها يصل بالإنسان لمرحلة الظن والشكوك مما يخلق النفور بين الأطراف وحتى ينتصر الإنسان الذي يتعرض للإساءة يجب أن يبتعد عن الصوت المرتفع ويتمسك بالأعصاب الهادئة ويحسن الرد بما يضمن حقوقه لأن كثرة التسامح وترك الإساءة تتواصل واحدة تلو الأخرى ستصيب بالضعف والإهانة وبالتالي العجز عن المدافعة عن النفس وترك كل إساءة تمر مرورا عابرا دون وضع حد لها وتراكمها سوف يؤثر على التعامل مع المحيط من منطلق التنفيس وهنا تظهر مشكلات جديدة دون اهتمام بالمشكلة الرئيسية التي أحدثت ذلك أو تؤدي إلى الحقد والكراهية الشديدة المكبوتة التي سرعان ما تنفجر وبهذا يتم التخلص من الأفكار السامة المتراكمة في الداخل دون ظهور لها.
وبذلك يتم الإحساس بالارتياح الذي لا يقارن بالحقد وحب الانتقام ومن المهم التمييز بين الإساءة المتعمدة والنقد الهادف الخالي من التجريح بقصد الإصلاح ووجود خلافات أو عدم توافق بين الأفراد يجعل التحدث معهم عملية حسابية معقدة لأن النفور هو السائد وقلة الكلام وانتقاء الكلمات قبل التلفظ بها هي الأهم في الحديث حتى يصل للهدف الذي يسعى إليه.
أما النوايا السيئة التي تبنى على غرس الكراهية وإظهار العيوب والاستهزاء ليس لديها قابلية لإصلاح النفس بل نرى أن في ذلك قول حقائق وهي في الواقع قد تكون أوهاماً تم تصورها من باب الغيرة والحقد وعدم تقبل أفضلية الآخرين.